تفيد تقارير كثيرة أن البرامج والتطبيقات المصنوعة في الصين غالبا ما تكون مجهزة “بباب خلفي،” ما يسمح للشركة المصنعة، أو الحكومة الصينية، بمراقبة وجمع البيانات من أجهزة المستخدمين.
لكن كيف تعمل خاصية الباب الخلفي بالضبط؟ هذا ما تطرق له النقاش الذي دار بين مستخدمي الهواتف المحمولة في جمهورية الصين، والذي ألقى الضوء على هذه المسألة.
الشهر الماضي، وجد مستخدمو فيفو نيكس وهو هاتف أندرويد من الصين، أن كاميرا هذا الجهاز تنشط تلقائيًا عند فتح تطبيقات معينة، منها متصفح الإنترنت الصيني QQ وتطبيق السفر Ctrip.
على عكس باقي الهواتف المحمولة، التي يمكن تنشيط كاميراتها دون علم المستخدم، يحتوي جهاز فيفو نيكس على كاميرا صغيرة قابلة للسحب تظهر في أعلى الجهاز عند تشغيلها.
رغم أن الأمر ربما يكون غير مقصود، فقد منحت ميزة التصميم هذه لمستخدمي الهواتف المحمولة الصينيين إحساسًا ملموسًا بالكيفية التي تتم مراقبتهم بها، وتوقيت حدوثها.
لاحظ أحد مستخدمي Weibo أن الكاميرا القابلة للسحب تنشط ذاتيًا كلما بدأ محادثة جديدة على تليغرام تطبيق المراسلة المصمم للتواصل الآمن والمشفّر.
ردت شركة تليغرام بسرعة على التقارير المقدمة حول المشكلة وأصلحت الخلل، بينما دافع عملاق الإنترنت الصيني Tencentعن هذه الميزة، مبررًا بأن متصفح QQ الخاص به يحتاج إلى تنشيط الكاميرا للتحضير لمسح رموز QR، وأصر على أن الكاميرا لن تلتقط صورًا أو تجمع تسجيلات صوتية دون إذن المستخدم.
لم ينجح هذا التفسير في طمأنة المستخدمين، فقد كشف إلى أي مدى يقوم متصفح QQ بتسجيل أنشطة رواده.
بعد انتشار أخبار الكاميرا ذاتية التنشيط، بدأ المستخدمون في اختبارها على تطبيقات أخرى، ووجدوا إمكانية ولوج تطبيق الإدخال الصوتي لبايدو إلى خاصية الكاميرا والتسجيل الصوتي، التي يمكن تشغيلها دون أخذ إذن من المستخدمين.
اكتشفت إحدى مستخدمات هاتف فيفو نيكس أنه بمجرد تثبيت نظام الإدخال الصوتي لبايدو، يعمل هذا الأخير على تنشيط كاميرا الهاتف ووظيفة تسجيل الصوت عند فتح أي تطبيق يتيح للمستخدم إدخال نص ما، بما في ذلك تطبيقات الدردشة ومتصفحات الإنترنت.
تقول شركة بايدو إن تسجيل الصوت ذاتي التنشيط ليس “بابًا خلفيًا” ولكنه “باب أمامي” يسمح للشركة بجمع معلومات عن الضوضاء التي تسمع في الخلفية وتعديلها من أجل تحسين وظائف المدخلات الصوتية في الجهاز. لم يكن ذلك مطمئنا للمستخدمين، إذ إن أي ميكروفون يجمع معلومات عن الضجيج في الخلفية سيجمع أيضًا دون شك أصوات ومحادثات المستخدم وأي كان من تتحدث معه وجهًا لوجه.
معروف عن شركة بايدو تجسسها على البيانات والأنشطة الخاصة للمستخدمين، ففي يناير / كانون الثاني 2018، رفعت جمعية تابعة للحكومة في مقاطعة جيانغسو دعوى قضائية ضد تطبيق البحث في بايدو لتجسسه على المحادثات الهاتفية للمستخدمين وولوجه بيانات موقعهم الجغرافي دون موافقتهم. لكن، تم إسقاط القضية في مارس بعد أن قامت الشركة بتحديث تطبيقاتها من خلال طلب موافقة المستخدمين للتحكم في كاميرا الهاتف المحمول الخاصة بهم والتسجيل الصوتي وبيانات الموقع الجغرافي، على الرغم من أن هذه الوظائف ليست ضرورية لعمل التطبيق.
استجابة للقلق العام حول الخاصيات التي تفتح أبواب خلفية نحو الهواتف المحمولة، قد يدافع بايدو وعمالقة الإنترنت الصينيين الآخرين عن أنفسهم ببساطة بالقول بأن المستخدمين قد وافقوا على تشغيل كاميراتهم، ولكن بالنظر إلى الطبيعة الاحتكارية لعمالقة الإنترنت الصينيين، فهل يتمتع المستخدمون بالقوة – أو الخيار – ليرفضوا أو يقولوا لا؟
لا ترحل قبل إضافة تعليقك هنا - نحترم الانتقاد البناء والكلام السيء مردود على صاحبة
EmoticonEmoticon